الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

حلـــــم افتراضي


حــــلم افتراضي
خرجت صباحا للذهاب الى العمل بصحبة والدي .. وانا في الطريق شاهدت عدة اطفال ذاهمين الى المدرسة للبدء بعام دراسيّ جديد .. شبهتهم بالملائكة التي زينت شعرها بشرائط ملونه ..أحمر وابيض ارجعتني الى سنوات طفولتي حتى رائحتها الي لا استطيع نسيانها..
اغمضت عيني بشدة لكي اسطيع تخيل وحلم ما اتمناه منذ ادراكي لمعنى وجودي في هذه الدنيا
" أصحو صباحا وفي جانبي روحي وحبي الاول .. أقبله لأكون اول شخص يراه في بداية يومه
أذهب مسرعة للغرفة الاخرى لكي اصحي ابنتي.. القطعة المفقودة من جسدي ولا استطيع التخلي عنها ، أقبلها في كل مكان من وجهها لأجعلها تفتح عينيها اللامعتين البريئتين التي لم تشوه بعد ..
نتناول الفطور سوية نجلس معا نتبادل النظرات بأبتسامة تهيئنا لخوض يوم طويل مليء بأشغاله على عكس واقعنا ( نتبادل النظرات والتحية الصباحة بوجه عبوس ومتورم ولا نحبذ الجلوس سويه لكي لا يحدث نقاش حاد يشبه مزاجياتنا ).تتكلم طفلتنا عن خوفها لبدء يوم دراسي ولقاء اناس اخرين مختلفين عنها لا تعرف شي عنهم ، وبعد انتهاء الفطور يذهب الاب مع البنت ليساعدها بأرتداء ملابسها المدرسية ، التي حضرتها ليلاً بجانب فراشها .
نوصلها الى المدرسة وتودعنا بقبلة وحضن يجعلنا بأشتياق دائم لها...
تعبت عيناي من كثرة غمضتها وصحوت من ذلك الحلم لأرى اني جالسة في وسط زحام السيارات واصواتها التي تنخر كل شيء في جسدي ..
صحوت وفي عينيّ الكثير من الهموم التي نفخت جفوني وملئته بالسواد وانا في بداية سنوات الشباب التي اسمع عنها الكثير ولا ارى منها شيء الى حد الان
ولا اعرف ما هو الحل لتلك الهموم ، اقنع نفسي مرارا بأنه هناك يوم سأتخلص من ذلك السواد
سأتخلص منه ... وانا
افتقد العيش مع الانسان الذي احببته ولا ارى شخص سواه
سأتخلص منه ... وانا
في بلد فيه اناس تهمهم تقاليدهم الحجرية ( الشكلية ) ولا تأبى لمشاعر الاخرين
سأتخلص منه ... وانا
اجاهد للحصول على مورد مادي كافي ليشعرني بالاستقرار والرفاهية والطمئنية طوال حياتي
واخيراً سأتخلص من كل شي اسود وانا في عمر طغت التجاعيد على ملامح وجهي الذي كان يوما من الايام شاباً !!
قد يتبادر في ذهنكم بأني متشائمة ولكني اوعدكم سأكتب عكس ذلك عندما احس بتفاؤل و أمل خلال هذه الايام .

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

بغداد .... ي

رفعت الاعلام مرة اخرى في مدينة السواد ( بغداد ) دون اي اكتراث
هكذا اصف مدينتي التي احتلها اناس لا يملكون اي ملامح للأنسانية
تتعامل مع افرادها بمعادلة ... اصمت = عش للأبد
المفضل لديهم .. هو لون دم عراقي وعراقية نطقوا بكلمة ( انا اعترض)
يتنافسون فيما بينهم لأنهاء حياة انسان ويشعرون بفخر داخلي ومن ثم يضهرون الاسى على الضحية
الضحية ... تواصل البكاء بعد موتها وتتألم .. تتألم وهي ترى جسدها المخضب بالدماء الذي قتل بغير حق دون اي مقدمات ... ولا من مجيب
لا من مجيب ايتها الضحية ..
أشعر بالذنب تجاهك عندما ارى موقفك أمام ضالم دون خوف او تردد
ولكن ماذا افعل ؟ هل انهي حياتي في سبيل مطالب قد انا فقط انادي بها !
ومن سيهتم لأمري بعد موتي سوى مأتم ولبس السواد لبعض الوقت ، وألم لمن ولدتني لهذه الدنيا !
كل ما لدي الان هو ان اكتب واكتب .. فأناملي اعتادت على كتابة ما اريد ان اعترض عنه وتعزية لفقدان اناس عزيزين عليّ ... اتمنى ان ترفع تعزية رحيلي الى السماء قبل فقدانهم
أنحني لكل من نادى بأسم الحرية وضحى بروحه العزيزة
وكلي ايمان بأن تلك الارواح ستقف معنا وتساندنا في وقفه احتجاج ضد كل ظالم اعتبر نفسه هو سيد هذا البلد ...