(في ذكرى رحيلهم)
هناك زخم كبير من الارواح .. تتمايل بضوئها الابيض الملائكي ، في حيز
رحيلهم
عن هذه الحياة التي نود ان لا نفقدها سواء بلحضاتها الحزينة والمفرحة مهما
كلفنا الامر ...
الاختيار غير متاح لنا ولكن يوجد هناك فرق واحد على الاقل
روح يفقدها الجسد بكل هدوء وسلام ، واخرى تنتزع بقمة الالم والنحيب
والدماء
اغتصبوا ارواحهم وضحكاتهم المصلية في ذلك اليوم ...فأنا لا اتذكر منه
سوى الالم والبؤس وضياع المشاعر
الان...
كل خطوة في الكنيسة لديها حكاية ، وقع في نهايتها بدم صاحبها .. الطفل
الاب الام الحبيبة الزوجة .. حتى الطفل الذي تنتظرة الحياة المكتوبة له !
ومكان سارعت فيه الجهة المسؤولة بأعادة بناءه وتغطية الدماء واثار
تعذيب الضحايا بدلا من عمل يرضي الارواح المحبوسة في الكنسية ... نعم محبوسة فأنا
متأكدة انها لم تخرج من ذلك المكان الى حين رد حقها وحق كل من كان ضحية فكر سلب حق
عيش الاخرين العزل
فظهور اشخاص على قنوات التلفاز الحكومية يردتون البدلات البرتقالية
وينطقون بجرائم كثيرة وقد تكون ملفقة لهم ! لن تشفي غليلنا ولا ترجع حق اي شخص
اغتصبت روحه العزيزة
نريد منكم عمل يحفظ ... كرامة كل من يعيش على هذا البلد
قدمنا الكثير من التضحيات في ظروف عصيبة و عشنا مع وضع لا يتقبل سوى
الصمت و سلكنا درب .. الصبر .. الصبر .. ثم الصبر
هل تستطيعون عمل ولو بالشيء القليل لإرجاع كرامتنا وكرامة كل من
غادرنا من الاحباب ؟
فكل لحظة نعيشها نشعر بحزن ضياع العزيز علينا
فجفن العين تبدل لونه ... أصبح مليء بالسواد حتى الدمع لا يقدر على
اخفاءه
كفى هذا السبات الذي قتلنا وهجّرنا وغيّب عنا من نحبهم
يا ليت يأتي يوم تشعروا بحرقة الالم التي تصيبنا ....